المختار بابتاح: رواية وديان العبيد تجمع الواقع بالخيال والتاريخ والتحولات السياسية
السلطة الموازية ـ صدر مؤخرا عن دار الشروق ميديا رواية “وديان العبيد” للكاتب والإعلامي المختار بابتاح، الذي يصفها بأنها “محاولة سردية، يتداخل فيها الواقع بالخيال، والتاريخ الموريتاني بالتحولات السياسية المعاصرة”.
وتقع الرواية في 146 ورقة، و22 فصلا أماكن مختلفة، وتعالج قصة طفل “ذميم حقير صارخ دائماً في طفولته البائسة”، ستحوّله الأيام إلى وزير مكلف بوزارة تهتم بالبيئة.
وجاء في تقديمه للرواية أنه “مهما بدت شخوصها واقعية أومألوفة لدى القارئ، تظل المواقف المتضمنة فيها في الغالب خيالا أدبيا محضا”.
ويرى كاتب الرواية أنّ المجتمع بطبعه يحارب “أبناء العبيد”، وأن عبارات أمثلته الشعبية مليئة “بالتراتبية” واحتقار بعض مكوناته دون أخرى.
كما تعرض لجانب من الثقافة الحسانية “الأدب اللهجي، التبراع، الأشورا، الشاي، الدراعة، الأمثلة الشعبية”، إضافة لأشخاصها المعاصرين والمعروفين.
وترصد الرواية الصراع الإيديولوجي “المحتدم” بين الحركات السياسية، كما ترى أنّ” الموريتانيين شعب مؤدلج بأكمله، مسيس في المدارس والثانويات”، بين من يدعو للوحدة العربية بكلمات ميشل عفلق، ومن يردد خطابات عبد النّاصر الثائرة، ومن يحفظ الشعر الحماسي ويردد كلمات حسن البناء وسيد قطب.
وترى الرواية أن “الجنون الأيديولوجي” يجعل من أتباع أي حركة مجرد بيادق وجنود لايفكرون بعقولهم، وإنما تحركهم العواطف فينفذون كما يرادُ لا كما يريدون.
كما تتعرض للسياسات التحريرية لدى المؤسسات الإعلامية الرسمية والمستقلة و”الصحافة الصفراء”، واختلافها في صياغة الخبر واختيار العناويين من “غرف تحريرها المظلمة”، وقبول القارئ الموريتاني لها كل ماكانت عناوينها تتعلق “بالجريمة وأنواعها”.
وتسخر الرواية من تكريس بعض الصحف “للتفاوت الطبقي” والتسابق للعناوين البراقة، والمضامين الفارغة، لمن يشتري الجريدة بعد إلقائه للنظرة الأولى على الصفحة.