في إطار تشكيل الفريق الوزاري الجديد للعهدة الثانية للرئيس محمد و لد الشيخ الغزواني، سيتجلى تحقيق الالتزام بإشراك بناة الغد مع المحافظة على استمرارية أصحاب الخبرة، إذ أن الرئيس قد تعهد بأن تكون العهدة الجديدة “مأمورية للشباب وبالشباب”، مما يرفع سقف التوقعات نحو دخول وجوه جديدة في التشكيلة الحكومية المرتقبة.
و إن كان التخلص من بعض الوزراء الأكفاء دون النظر إلى البدائل القادرة على تحقيق المزيد من حيث السرعة والتمكن قد يؤدي إلى “خبطة عشواء” مما يمكن أن يتسبب في اضطراب في الأداء الحكومي وغياب الانسجام، في ظل الحديث عن ضرورة خليفة لبعض السلف أو بديل مناسب، مع ما يستدعيه ذلك من الخبرة والكفاءة المطلوبة.
إن الظروف الحالية، بما فيها محدودية الخيارات المتنافسة وغياب البدائل التي تتطلب معرفة مسبقة ومعلومات دقيقة تدعو للحفاظ على بعض أعضاء الحكومة المغادرة لضمان وتيرة و تسارع عجلة العمل الخدمي الذي يعد من الأسباب الرئيسية لضخ دماء جديدة سبيلا لضمان تحقيق “مأمورية الشباب” كما وعد بها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في حملته الانتخابية.
وعليه، فإن النهج الجديد يتطلب مجايلة تجمع بين العناصر الشابة و بعض أصحاب الخبرة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى وسط تحقيق استراتيجية التغيير والإصلاح بواقعية لضمان المستقبل القريب الذي نتطلع إليه في مأمورية الشباب حيث الجدية والحيوية التي تتطلبها مرحلة الاكتشافات النفطية والتحولات الرقمية والابتكار لموريتانيا الحديثة.