آراء

كيف دخلت التلفزيون الوحيد ؟ الحلقة 3

مصطاف محمد عمار/ مستشار بوزارة تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية

عندما  أفرحني الحسين مرتين

كان أول لقاء في صيف 2003، أي عندما زرته في مقر جريدة ” أخبار نواكشوط” بالحي الواقع خلف بلدية تفرغ زينة حاليا، كنت أحمل في جيبي أول قصة أدبية مكتوبة على ورق منزوع من دفتر، طلب رؤيتي فأدخلتني السكرتيرة، حياني بابتسامة مشجعة وهو يقرأ القصة، ثم قال لي بلهجة ودودة جدا.

– طيب سيتم نشر القصة في الجريدة.

خرجت من مكتبه مغتبطا جدا، لأعود بعد يومين لاستلام نسختي من الجريدة التي نشرت اسمي إلى جانب قصتي وكانت بعنوان ” رحلة في فضاء ضيق” احتضنت الجريدة جذلا، ابتسمت أولا ثم ضحكت.

في تلك الأثناء طالعني، رجل حنطي اللون، يميل إلى البدانة قليلا، في عينيه جحوظ، لكنه لا يخلو من وسامة وثقة قديمة، عرفت حينها أنه سكرتير، قال لي الرجل وهو ينظر في الجريدة:

– لديها بناء القصة، لكن ينقصها الخيال.

لم أجب، ولم أشعر بأي قدر من الإحباط، لأن فرحي بنفسي كان يسع كل نقد.

في بداية سبتمبر 2007 نظم المركز العربي الافريقي للإعلام والتنمية بالتعاون مع المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، ندوة دولية حول الديمقراطية في افريقيا والوطن العربي، حضرها العديد من الخبراء ورجال الاعلام والسياسة، من بينهم المفكر الراحل سمير أمين، رئيس منتدى العالم الثالث، والراحل جورج إسحق، القيادي في حركة كفاية، و لوران لومومبا، نجل باتريس لومومبا، أيقونة النضال الكونغولي …

أسند إلي مدير المركز، الصديق محمد سالم ولد الداه، دورا إعلاميا في لجنة كان يرأسها الحسين ولد مدو.

خلال إحدى الجلسات همس في أذني الحسين قائلا:

– ما رأيك في التلفزيون؟

لم أستوعب ما كان يقصده لأول وهلة، وبسبب المفاجأة حرت في الجواب، لكنني قلت في النهاية:

– آه، التلفزيون، جيد، جيد، يهمني جدا

– طيب، أحضر لي سيرة ذاتية في أسرع وقت، ثم أضاف باقتضاب شديد

  سأرسلك إلى أحدهم.

لم يوضح أكثر، ولم أستفسر أكثر، انتابني بعض القلق بشأن طريقة إعداد السيرة الذاتية، ومالذي ينبغي أن تتضمن، لكنني أنجزتها في النهاية بمساعدة شاب لبق وضئيل جدا كان يعمل “طباعا” لدى المركز.

في اليوم الموالي، أحضرت معي السيرة الذاتية في جيب معطف بدلتي باللون الرملي (البيج)، وبدل أن يستلمها رفع سماعة الهاتف، تحدث بشكل مقتضب مع شخص أجهله، بعد إنهاء المكاملة خاطبني قائلا:

– ستتوجه من حينك إلى مبنى التلفزيون، ستجد من يستقبلك عند المدخل الرئيسي ليقودك إلى شخص سيكون بانتظارك.

كان أول من طالعني الوجه الباسم لأسحق ولد المختار (رده الله سالما) حيث استقبلني بحفاوة. استلم السيرة الذاتية، وحدد لي موعدا قريبا لإجراء اختبار تقديم الأخبار، حضرت في الموعد المحدد، وأجريت الاختبار رفقة الزميلة خدجة منت إبراهيم.

قبل أن أخرج سألت اسحق عن الخطوة الموالية، فقال – كان ما يزال باسما-

– سيتم التواصل معكم في غضون ثلاثة أيام بعد إطلاع لجنة داخلية على التسجيل ومناقشته.

لم يتواصل معي في الفترة المحددة، بعد أسبوع أخذت المبادرة بنفسي، اتصلت بإسحق، فأخبرني بأنه تقرر الاعتماد على بعض الصحفيين القدماء لإطلاق القناة الثانية.

عاودت الاتصال مرة أخرى بالحسين ولد مدو، فطمأنني قائلا:

– لم ينته الأمر بعد، ثمة ترتيبات داخلية بالفعل، لكن سيتم استدعائك.

*****************

كنت قد التقيت سيدي ولد أمجاد في مناسبتين سنة 2007، الأولى خلال ندوة لمنتدى الفكر والحوار بفندق “مركير مرحيا” (أزلاي حاليا) والثانية بمنزل الراحل أحمد الوافي.

سأله أحمد الوافي، أثناء تحضيره لتسجيل فقرة من برنامجه ” ضيف الساعة”

– أتعرف هذا الشاب؟ وقبل أن يرد، قدم أحمد الوافي في حقي تقريظا أبويا.

لا أذكر الصيغة التي رد بها سيدي ولد أمجاد، لكنني أتذكر جيدا أننا تبادلنا التحايا وأرقام الهواتف، وربما تحدثنا إلى بعضنا البعض لوقت قصير.

أذكر أن سيدي اتصل بي لاحقا لدعوتي لحضور حلقة خاصة من برنامجه، كانت معدة للاحتفاء بفوز الشاعر محمد ولد الطالب في برنامج أمير الشعراء.

لقائي الثالث بسيدي ولد أمجاد سيكون حاسما عندما  …..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى