آراء

إجابات على تساؤلات حول ميثاق البناء الأسري

عبد الباقي ولد محمد

حول ما كتبته عن موضوع ميثاق البناء الأسري، الذي أطلقه اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، وردتني بعض التساؤلات حول سبب اهتمامي به وحول علاقته بالفساد، من ضمن أسئلة أخري على العام والخاص.
سأختصر على الإجابة على هذين السؤالين، طبقا لقناعتي الراسخة، وتصوري لنفسي أنني كنت فيما مضى أعمل من خلال الصحافة والمسرح على هامش ما يمكن أن يسمى مجازا (الإصلاح الاجتماعي)
ففيما يخص سبب اهتمامي بالميثاق فإنه من خلال مسؤوليتي الاجتماعية كعضو فاعل في مجموعة تقليدية، كنت في تفاعل دائم -خلال السنوات الأخيرة- ضمن مجموعة من قادة الرأي داخل المجموعة الضيقة، من أجل تطويق هذه الظاهرة التي كنا نراها سلبية ومدمرة للقيم والمصالح العامة والخاصة للأفراد والمجتمع، وكنت من أكثر الجماعة تشددا في إلغاء ما أمكن من الشروط المجحفة التي تحول بين شبابنا وتحقيق طموحاتهم في الحياة، كما أنني أعيش وأشاهد ما تعانيه الأسر -من ذوي الدخل المتوسط والمحدود- من ضرر في مواكبة ما يصاحب تلك المناسبات الاجتماعية من أعراف وتقاليد وعادات، تفرض على الفقراء قبل الأغنياء بذل أقصى وربما فوق طاقتهم، من جهد مادي -تحت طائلة المروءة والغصب- في سبيل تقليد أعمى لمن هم فوق مستواه الاقتصادي والمالي بهدف التفاخر والمباهاة.
واليوم وبعد أن برز هذا الميثاق، من طرف طبقة -أعتقد أن كل ما نفعله نحن -أبناء الطبقات المتوسطة وما دونها- يأتي بهدف تقليدنا ومنافستنا لهم، لتحقيق إشباع نفسي بالتماثل والندية، فقد تلقفت هذا الإعلان بفرح شديد، آملا أن يكون بداية صحوة جماعية لنبذ تلك العادات والمسلكيات المضرة بالمجتمع والأفراد.
كما أن مبادرة بناء 50 أسرة شابية، تأتي في إطار تطبيق ميداني للميثاق، كما أنها تفتح الباب أمام الشباب الراغبين في الزواج من ذوي الدخل المحدود، وغير القادرين على توفير جميع تلك الشروط المجحفة، التي بينت بعضا منها في المقال السابق، بإمكانية بناء خلية أسرية بشروط وبتكاليق ممكنة.
أما دور الميثاق -في حال تبنيه من طرف الجميع وتنفيذه على غرار ما هو موجود لدى الشعوب المتحضرة- فسيكون له الدور الكبير في التخفيف من وطأة الفقر، وسيحد وإن نسبيا من ظواهر اختلاس المال العام والرشوة والتحايل وغيره، ذلك أن هذا الجانب من الضغط الاجتماعي يشكل جزءا لا يتجزأ من الأسباب العامة لجعل الموظف والعامل والعاطل، كل يسطو على ما بقدرته الحصول عليه لتلبية تلك الاحتياجات، التي لا يمكن التغاضي عنها ولا تجاهلها بحكم إلزاميتها بقوة العادات والعرف.
وألتمس العذر من كل الذين لم تشغل تفكيرهم وتؤرقهم -في يوم من الأيام- تلك السلوكيات والظواهر السلبية، لأنهم لن يفهموا ما أتحدث عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى