آراء

ارتباط الاقتصادات الكبرى بالورشات الصغيرة

سيدلمين يباوه/ استشاري اعلامي

تنشأ الاقتصادات الكبرى على الورشات الصغيرة، والتي بدورها تنشأ على المهن الحرفية.

هذه المهن تطورت كثيرا في بعض المجتمعات بدافع الاستقرار وتراكم الخبرة، ولأن الحاجة أم الاختراع كان للكثافة السكانية في بعض المجتمعات دور كبير في تطوير هذه الحرف، لأنها غالبا ما تبدأ بصناعة الأدوات المنزلية البسيطة وأدوات الورش الصغيرة، وفي المجتمعات البدائية أدوات الزراعة والصيد.

ومع تطور الاقتصاد وانفتاح الأسواق ووفرت المواد الأولية في بداية العصر الحديث، تطلب السوق مهارات جديدة لتحسين المنتج النهائي وهو ماعرف  لاحقا بالقيمة المضافة، وهذا بدوره ساعد في تحفيز المهن الحرفية على التطور ومواكبة متطلبات السوق الجديدة.

في تلك الحقبة من التاريخ تم إنشاء برامج تكوين مهنية وتقنية في بعض البلدان، ساعدتها كثيرا في النهوض باقتصاداتها، خصوصا تلك البلدان التي كانت تنتشر فيها المهن الحرفية قبل العصر الحديث، كما أن هذه البرامج التكوينية كانت سبب في جلب مستثمرين جدد لهذه البلدان، والأمثلة على ذلك كثيرة في دول الشرق الأقصى وبعض الدول الأوروبية.

لكن المردودية الفعلية لهذه البرامج التكوينية لا تقتصر فقط على الاقتصاد.

– اجتماعيا

المجتمعات التي تنتشر فيها برامج للتكوين المهني والتقني تقل فيها نسبة البطالة والفقر وبالتالي تقل نسبة الجريمة والانحراف، كما أن الحرف محفزة على الاستقرار مما يقلص نسبة العنوسة ويقوي النسيج الاجتماعي ويذيب الفوارق الاجتماعية بين الناس، وتوجه الغالبية العظمى من الطلاب إلى معاهد التكوين المهني والتقني في البلدان المتقدمة والبقية للتعليم العالي.

وتعتبر مؤسسة التكوين المهني والتقني هيئة اجتماعية يتلقى فيها الأفراد من خلال العملية التكوينية حرف تساعدهم على أن يصبحوا أفراد أكفاء فعالين يساهمون في تنمية المجتمع.

وعلي الرغم من كل هذه الفوائد الجمة لبرامج التكوين التقني والمهني، فإن المفهوم الخاطئ والنظرة الدونية لهذه البرامج التكوينية ما زالت عائقا يحول دون الاستفادة منها في بلادنا وبعض دول العالم الثالث.

وأخيرا قال الفاروق- عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-

تعلموا المهنة، فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى