يعرف التطرف الاجتماعي بالسلوك الذي يتجاوز الحدود المقبولة اجتماعيا، أو المغالاة بالإفراط في الآراء أو الأفكار المتعصبة.
وللتطرف أسباب مختلفة أغلبها تحدثه ظروف اقتصادية أو تنمر اجتماعي، يطمح ضحاياه لتعويض العقدة الناتجة عنه لكنه في موريتانيا له مصنع خاص جدا، حيث تنتجه ثلة حظيت صدفة بثقة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في قوالب مختلفة، فتارة بالفساد الإداري والمالي وأخرى بالفساد الأخلاقي والاجتماعي وحتى السياسي، فعودا المجتمع على الأداء السيئ حتى كاد ينسى شكل الاداء الجيد والمثمر.
فحين تستحدث مثلا إدارة الهابا قانونا جديدا يغير هيكلتها وتضع معايير لاتتوفر في كل أعضائها الغرض منه فقط هو التخلص منهم في الشارع في الوقت الذي لم تحترم تلك المعايير في الأعضاء الجدد ، ” اضافة ” بعدم مراعاة النصوص التطبيقية أو احترام المادة 26 جديدة وهي نفسها قديمة، فإن رئيس الهابا يضيف 6 مغاضبين لايمكن لأكثر الناس تفاؤلا أن يتوقع انضباطهم في النظام أو خدمتهم له.
وأيضا حين يعتصم عدد من الأطباء المقيمين بعد سلسلة مظاهرات سلمية للتعبير عن مطالبهم المشروعة؛ فمعالي وزيرة الصحة تضيف عددهم إلى كم المتذمرين من عدم انصافهم.
أما زيادة أسعار المواد الاستهلاكية نزولا عند رغبة رجال أعمال لايرحمون أو إهمالا من القائمين عليها، أو استعراض مشاريع وانجازات يدرك المواطن البسيط مدى التلاعب في تنفيذها ولاتعود عليه بالفائدة وتأكيد مجالات الجباية الفوضوية على صغار الباعة وسائقي سيارات الأجرة، ضف الى ذلك انقطاع الخدمات الأساسية المتكررة من ماء وكهرباء وترهل الإدارة لعدم جديتهم في السهر على مصلحة المواطن فهم بذلك يرسخون عقيدة جديدة للتطرف لا سبيل لعلاجها لغباء من ابتكروها وانانيتهم المفرطة وتبجحهم بما جنوا من أموال طائلة لايملكون من أسبابها سوى تكليفهم بالقيام على الشأن العام، وقد اثبتوا أكثر من مرة أنهم لايستحقون ذلك التكليف، والغريب أنهم لايسعون لامتصاص غضب الناس أو ترضيتهم ويبالغون في مماطلة أكثرهم انضباطا والكذب عليهم لإستفزازه تسريعا في ضمه لمعسكر التطرف.
ختاما لايفوتني أن أذكركم بما تم انتاجه مؤخرا من مشاريع المتطرفين وأسباب التطرف في الحملة الرئاسية الأخيرة سواء على مستوى الموالاة أو المعارضة،فإقصاء الداعمين وحرمان المؤتمنين وكذب المسؤولين ومماطلتهم لمستحقي تعويضات استحقوها مقابل خدمات قدموها للحملة وتم التعاقد معهم عليها سادت جانب الموالاة وزادت، أما شيطنة بعض المعارضين وحرمانهم من حقوقهم الديمقراطية وتعبيرهم المشروع وحريتهم في المعارضة
فهي صفات ضمن أخرى انتجت فعلا مئات المتطرفين إن لم أقل الآلاف، وبذلك سيدي الرئيس تكون بطانتكم أو بعضها على الأقل هم من يصنعون التطرف والمتطرفين بأسلوب غير متعارف عليه ويصعب علاجه، بل يستوجب بترهم من نظامكم عن بكرة أبيهم والفرصة مواتية، فلاترحم منهم أحدا جزاء لهم على عدم فهمهم لحلمكم ورحمتكم بشعبكم، وأشاعوا أنها ضعفا وتصرفوا تصرف من لايخاف محاسبة أو عقاب.