يعتبر الشباب دعامة أساسية وركيزة قويمة، شكلت القوة الحقيقية لكل حضارة ، وعاملا بنيويا لكل نهضة وتجديد، فقدرسم أول حراك إسلامي شبابي الخريطة السياسية للأمة الإسلامية ، فتية آمنوا بالمبادئ السامية للبشرية، فأسسوا أولدولة إسلامية استثمرت قدراتها الطبيعية والبشرية ،فهل طابع العلاقة بين السياسة والشباب في عصرنا الحديث وفيدولتنا الفتية هذه، طابع استثمار للمجهود أم استغلال للصعود؟
استثمار الجهود:
يتمتع الشباب عموما بالحركية والديناميكية، وتلك أدوات تنشيط للمجتمعات في جميع بنياتها الاقتصادية والاجتماعيةوالسياسية، فالرؤى التجديدية أنماط فكرية استشرافية ، تبسط يد الرحمة بين الأصالة والمعاصرة، فالشباب هو نتاجعملية تجديد ،واستخلاف للإنسان ،كما أن الكادر البشري مكوّن رئيسي من مكونات البناء والإنتاج، فأصحاب الثقافاتالمتعلمون، يعتبر توجيههم للمشاركة في صناع الوعي والمبادرات الذاتية والرسمية، دليل قوة و اهتمام، وإفساح المجالسوالمنابر، لاستيعاب القوى الحية، والطاقات المتفجرة في كل مجتمع ، فبواكير جيل تأسيس هذه الدولة ،شباب حالمون،يسكنهم الهم الوطني، والمصلحة الاستشرافية التي تتوق إلى دولة عادلة ،يستوي فيها الغني والفقير، وتنسِّق تفاوتهاالبشري ، ليصنع صورة تكاملية لا شية فيها، فكثيرٌ من الشباب قديما، و منذ مطلع الألفية الحديثة، أصبح يرنو للتشاركيةالسياسية، فاقتحم ميادين السياسة من مختلف الزوايا، معارضة وموالاة غير ذلك، رغم أن الأطراف التقليدية والنافذة ربماتقف دون تأميم فعليّ لهذا الاستثمار، لكن المجهود البشري والشبابي لا يوقفه حاجز ،فالطموح وسام حر، وإمكانيةالتقدم وماتتطلبه المرحلة من مطالب وتحديات، جعلت المسؤولية الفردية تكليف لا تشريف، والاجتهاد حولها أضعفالإيمان لتغيير مناكرها،،،، فاستثمر الشباب وقته وجهده، وتقدم ناخبا ومنتخبا، ،،،، فماهي النتيجة؟
استغلال الصعود،
إن العلاقة التشاركية الوطنية أيا كان نوعها ،سياسيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا، تنطوي تحت لواء المستغلينغالبا، الذين يحاولون حصر كل الوافدين، وإغلاق كل منافذ العبور ، متخذين من ذلك ذريعة تأمين أقطاب سياسية، تستخدم الشباب والقوى الفاعلة لتمرير استراتيجياتها، فالشباب يعيش مرحلة انفصام، ويهوي به حب المصالحالشخصية، في مكان سحيق، تكالبت جلُّ هذه العوامل الداخلية على جدارته ومحوريته، فتم إحكام استغلاله بكل سهولة! ففاعليته في الأحزاب السياسية ،واستنارة رأيه في الحركات، وتصدره للمبادرات، سمات وعلامات، تصتدم مع حاجزالاستغلال، فيصبح لكل رجل عمل أريد له توجه سياسي يتخذ خلية شبابية!، وكل سياسي له خلية شباب، وكل مبادرجديد ،ومغاضب متجدد، له وسيلة وذريعى للوصول باسم الشباب، فأصبحت العملية السياسية، عملية راكدة ،لاتضيفجديدا ،ولا تبقى على حالميها ،وتضخمت وتجسمت التحديات، أعداد هائلة في البطالة، وضعف في الإشراك، وعزوف فيالتكوين، لأن الخريجين والمكونين ليسوا نموذج في التشغيل، فطبع الله على تجارب الشباب في غالبه، بالاستغلال وقطعدابر الاتصال بعد الوصول، ،، وهكذا!
ففي الحقيقة إن العلاقة التشاركية السياسية، تحتاج تمحيص، وإمضاء على قَسَم الإنصاف واقعيا، فهي من المفترضأنها عملية تشخيص، وتبصير بمكامن الخلل، وتحديث لمراكز القرار في امتداد الدولة، وليست تدوير أوتسييج علىالألقاب السياسية ( انتخاب متكرر، أو تعيين متكرر)
فهل ستظل هذه العلاقة علاقة استغلال ؟