السنة الأولى من المدرسة الجمهورية.. ختامها إنجاز.. شهادة من الميدان
الأستاذ: سعد بوه الشيخ محمد
مع بداية السنة الدراسية المنصرمة، 2022 – 2023 أقرت وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي خطة متكاملة للتغلب على التدني “المزمن” في نتائج الامتحانات الوطنية، والتي ظلت نتائجها تراوح مكانها، وإن تحركت.. فمن سيئ إلى أسوأ.
تضمنت الخطة التي أشرف على تصورها وتنفيذها وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي حينها عدة خطوات منها:
– تسيير قوافل تعليمية إلى المناطق الداخلية، وخاصة ولاية الحوض الشرقي التي كانت في ذيل ولايات الوطن السنة الماضية من حيث النتائج، وتجولت هذه القوافل في مناطق عديدة، وتم تقديم دروس تقوية على يد نخبة من خيرة الأساتذة
– تقديم دروس نموذجية عن بعد، عبر قاعة تم تجهيزها لهذا الغرض في عاصمة ولاية الحوض الشرقي، وكانت الوزارة تعتزم تعميم التجربة في جميع عواصم الولايات ابتداء من السنة الدراسية المقبلة، وقد حصلت بالفعل على تمويل ذلك، وقد حققت ولاية الحوض الشرقي هذه السنة صدارة النتائج في مادة الرياضيات وفاقت المعدل الوطني، وتقدمت على ولايات أخرى في مواد أخرى، وهي الولاية التي جاءت في المرتبة الأخيرة السنة قبل المنصرمة.
– توزيع الكتب على جميع التلاميذ، خاصة المترشحين للامتحانات الوطنية.
– المواكبة والمراقبة الصارمتان للطواقم التربوية، والإدارية، والحرص على عدم غياب أي أستاذ أو معلم، وإعداد تقارير أسبوعية بل ويومية أحيانا عن مستوى الحضور والغياب.
– التعاون الفعال والمثمر بين وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي من جهة، والسلطات الإدارية والأهالي من جهة أخرى، وهو التعاون الذي مكن من تطبيق أمثل لخطة الوزارة.
كل هذه الإجراءات – من بين أخرى – تمت من أول يوم في السنة الدراسية المنصرمة، وعندما جاءت لحظة الامتحانات، تم تنظيمها بدقة وشفافية، ومراقبة صارمة، فالباكالوربا هذه السنة -بشهادة الجميع – هي الأكثر شفافية ومصداقية، بسبب عدم تسريب أي سؤال، وعدم السماح بأي غش من أي نوع، وامتداد المراقبة لتشمل محيط مراكز الامتحان، وليس فقط قاعات الامتحان، وهو ما يعني أن نتائج الباكالوريا هذه السنة تعكس بصدق المستويات الحقيقية للتلاميذ، وتعكس كذلك مستوى الجهد الذي بذلته الوزارة.
وإذا كانت نسبة النجاح قد بلغت نحو 16% في الدورة الأولى، فإن هذه النسبة تعتبر كبيرة بحق وغير مسبوقة، لأنه حتى في السنوات التي تشهد الباكالوريا كل وسائل الغش والاختلاس لم تصل نسبة النجاح إلى هذا المستوى.
الخلاصة:
تستحق طواقم وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي التي حققت هذا الإنجاز تكريما وتشجيعا من أعلى المستويات، بدءا بالوزير إلى المعلم المثابر في كل نقطة من ربوع الوطن..
فالشكر الجزيل للمعلمين، والأساتذة، وطواقم الإدارة، والتأطير، والأهالي، والسلطات الإدارية، فالإنجاز حققه الجميع، وإن كان الفضل الأكبر- بعد توفيق الله – يعود للإرادة القوية من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أصر على تطبيق رؤيته في تطوير التعليم وإصلاحه، وقرر إطلاق المدرسة الجمهورية السنة المنصرمة، وكلف بقيادة القطاع شخصا كان على مستوى التحدي وحقق ما اعتبره كثيرون ضربا من المستحيل، وهو ما يثبت أنه عندما تتوفر الإرادة العليا الصادقة، والإدارة الناجحة، يتحقق الهدف في نهاية المطاف.