
لقد ظللتُ دائمًا أؤمن أن احترام المعارضة هو ركيزة أساسية في بناء الديمقراطية، وأن التعددية الفكرية هي ما يميزنا كأمة حية. لكن ما يحدث اليوم لم يعد مجرد خلاف سياسي، بل هو مسعى خسيس من بعض العناصر التي تريد النيل من شرف هذا الوطن، والتشكيك في سيادته وإرادته. هؤلاء، الذين يحاولون اليوم تسويق الأكاذيب والتشهير بموريتانيا، لا يسيئون إلى الحكومة فقط، بل إلى كل مواطن شريف يفتخر بوطنه.
ما قامت به الحكومة الموريتانية في التعامل مع الأجانب الذين لا يحملون وثائق قانونية هو عمل قانوني، شرعي، وإنساني في جوهره. إنها الدولة التي تحترم القانون، التي تضع سيادتها فوق أي اعتبار. أما أولئك الذين يروجون لأباطيل عن سوء المعاملة، فهم ليسوا أكثر من خونة، مجرمون تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، يعملون ليل نهار على دعم شبكات الهجرة غير الشرعية، ويتاجرون بمعاناة البشر لتحقيق مصالحهم الشخصية القذرة. مع العلم أننا نشاهد نواب الدول المجاورة يتكلمون، يوضحون، يغازلون موضوع الهجرة لمصلحة بلدانهم، بينما نجد هنا نوابًا صامتين، غائبين، لا يحركون ساكنًا أمام حملة التشويه التي تستهدف وطنهم!
لكن ما هو أكثر فظاعة من ذلك هو الخيانة التي نراها في بعض أروقة البرلمان، حيث نجد من بينهم من يبيع شرف وطنه علنًا. هناك برلمانيون مستعدون للذهاب إلى أوروبا لتشويه سمعة بلادهم، وبيع كرامتها من أجل مصالح ضيقة. أين هم أولئك الذين يجب أن يكونوا حماة الوطن؟ أين أصوات الشرف بين هؤلاء الذين يمثلون الشعب؟ لماذا لا نسمع أي احتجاج، أي إدانة من هؤلاء النواب الذين من المفترض أن يقفوا في وجه من يحاولون الإساءة لموريتانيا؟
إننا نعلم جيدًا أن أجندات أجنبية هي المسؤولة عن تشويه سمعة موريتانيا، وهي جزء من استراتيجية خبيثة تهدف إلى زرع الفتن في الوطن بطريقة ممنهجة، لخلق الفوضى وضرب استقرار البلاد من الداخل. لكن الأخطر من ذلك أن هذه الأجندات وجدت في الداخل من يخدمها بوعي أو بغير وعي، فكيف يمكن أن نقبل بصمت البرلمان على هذه المؤامرات؟
اليوم، لا يمكننا السكوت بعد هذا السكوت المخزي من معظم هؤلاء النواب الذين لا يرفعون أصواتهم دفاعًا عن شرف بلادهم. هناك خيانة واضحة، بل إنهم هم من يساهمون في تشويه سمعة بلادنا، ولم نرَ من بينهم من يقف ضد هذه المهزلة. هذا الصمت غير المقبول لا يمكن أن يستمر.
إن الشباب الموريتاني يشكل 70% من سكان هذا البلد، ونحن نطالب بحصة عادلة في البرلمان. هذا البرلمان الذي يجب أن يكون معبرًا عن إرادة الشعب، لا عن خيانة المصالح الضيقة. نحن نريد أن نأخذ مكاننا في هذا البرلمان، لأننا، كما في كل جوانب الحياة، نستحق أن نكون جزءًا فعالًا في الدفاع عن وطننا، وفي استرداد كرامته.
إن هذه الانتخابات القادمة ستكون فرصتنا لنثبت أننا قادرون على قيادة هذا التغيير، وأننا قادرون على فرض إرادتنا في البرلمان، حيث يجب أن تكون هناك أصوات شابة تدافع عن شرف هذا البلد، وتتصدى لكل محاولة لتشويه صورته. نحن هنا لنبني وطنًا عزيزًا، ونقول لكل أولئك الذين يبيعون شرف بلادهم: لن نسمح لكم بذلك بعد اليوم!