ماذا أنجزت حكومة ولد اجاي خلال مائة يوم من عرض برنامجها أمام البرلمان
الشيخ سيد محمد محمد المهدي بوجرانه
إن تقليد تقييم أداء حكومة خلال مائة يوم من تسلمها برنامج الرئيس، يشترط فيه أن تكون حكومة فيدارلية تضم عددا من الدول “الولايات” وتتمتع بأقوى اقتصاد في العالم كالولايات المتحدة مثلا، أما الدول الشبيهة بمورتانيا فمن الحيف أن يقيم أحد أدائها على ستة أشهر أو سنة حتى.
وعليه فإن من يطالبون حكومة الوزير الأول المختار ولد أجاي بتقديم انجازات بعضها متعثر يحتاج دراسة متأنية والبعض الآخر سيخضع لتنقيح وفحص وضمانات وعهود من المنفذين كي لاتقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه سابقاتها، لم يراعوا الإكراهات التي تحدثت عنها.
إن تكليف ولد اجاي بقيادة الحكومة كان تحديا حقيقيا راهن عليه فخامة الرئيس بعد شغله لمنصب وزير ديوانه، والتحقق من نزاهته وإبتعاده عن بعض المسلكيات التي تعيب وزيرا أولا سيقود مأمورية النظام الثانية والتي ينتظر منها الكثير من سد ثغرات سابقتها، وختمها بما ينفع الناس ويمكث في الارض.
وقد تعهد معالي الوزير الأول بتطبيق برنامج طموحي الوطني حرفيا مقسما البرنامج الى شقين شق استعجالي تمثل أساسا في مايمس الحياة اليومية للمواطن، كتخفيض الأسعار وتحسين الظروف المعيشية والسكن للفئة الأقل دخلا وعصرنة العاصمة نواكشوط، وفك العزلة عن بعض المناطق وإعادة تأهيل خدمات الماء والكهرباء ومحاربة الغش والتحايل فيهما، بالإضافة إلى تنظيم وعصرنة حركة المرور والحد من اختناقات حركة السير، الى جانب الاستفادة من ماتتيحه التكنلوجيا كقنوات للتواصل مع صناع القرار والتبليغ عن النواقص وطرح كافة المشاكل المتعلقة بمختلف الدوائر الحكومية وحلها بصفة جذرية.
اما الشق الثاني فيتمثل في متابعة وتنفيذ مشاريع تنموية كبيرة، منها ما هو متعثر ووجدت له الحلول الناجعة، ومنها ماهو مبتكر ويحتاج الى مئات الايام وليست مائة يوم.
إن كانت الحكومة باشرت ما تعهدت به وهو ماحصل بالفعل فهاذا يعطينا الأمل لنمنحها فسحة الى حين مثولها القادم أمام البرلمان وحينها نقيم أدائها بالورقة والقلم، وحق لنا أن نحكم على آدائها في ذلك الوقت.
اما تثبيط الهمم ومحاربة الرجال الوطنيين الذين أثبتوا كفاءتهم وإخلاصهم للوطن، فهو نوع من العبث بمستقبل الامة والتمكين للمنحرفين والمفسدين كي تقوى شوكتهم ليهلكوا الحرث والنسل، حيث لاتنمية مع تصدرهم للمشهد، وبالتالى لا أمن ولا أمان للاجيال القادمة.