من الأهمية بمكان إطلاق المنصة المخصصة لشكاوى وتظلمات المواطنين، تنفيذا للأوامر المتكررة للرئيس ولد الغزواني بتقريب الإدارة من المواطن..
والواضح أن هذه المنصة الإلكترونية (عين) ستسهل على المواطنين طرح مشاكلهم دون الذهاب إلى إدارات يطبع الروتين تعاملاتها، وأغلب مديريها يعتقدون أن قطاعاتهم ملك لهم ولذوي القربى والعشير..
طبعاً سيسهل تلقي الإدارة لملاحظات المراجعين واقتراحاتهم وشكاياتهم نظرياً، لكن تتبعها ومعالجتها “دونه ما دون قتل عليّان”، إذ أدمن المديرون التصامم، خاصة أنهم يأمنون العقوبة، بدليل وقوفهم عائقا أمام كل إصلاح، ومع ذلك لا تتم إقالة أي مدير أو توبيخه، أو حتى استفساره..
معالي الوزير الأول، إن جل المديرين يضحكون الآن من الفكرة ويقولون: هذه “عين” ولد اجاي.. انتظروه شهراً أو شهرين، سوف ينسى الموضوع..
في موضوع ذي صلة، نقل لي من أثق فيه أنه حضر اجتماعاً سيتمخض عن إطلاق أحد المسؤولين لمشروع مهم، وأكد المهندس للمقاول أن المشروع لم يكتمل بعد، فكان رد المقاول ” أح، ذا ما هو مهم .. من لاهي يعرف عنو ما هو مكتمل.. المسؤول المهم عندو الا ذيك الشرويطه ويوخظ فالتلفزة..”.
معالي الوزير الأول، لعلكم تتذكرون أيام ظهور الأنترنت في موريتانيا، حين قام ولد الطايع بحملته الشهيرة (الأنترنت والعولمة)، وربما تتذكر زياته الشهيرة لولاية البراكنة، وتجواله في معرض للمنتجات التقليدية، عندما اشتكت له سيدة كساد تجارتها، فقال لها “ديريها اعل الانترنت ادّور تنباع” فما كان منها الا أن قالت له: “لينترنت شنهو؟”.
معالي الوزير الأول، لقد أطلقتم منصة تسهل تقديم الشكايات وفق الإجراءات والشكليات الإلكترونية”، هل تعلم أن جل المديرين يتساءل الآن: المنصة شنهي؟
إن بعضهم بدون إيميلات (بريد إلكتروني)، وبعضهم لم يفتح كومبيوترا في حياته، ولا يعرف من التطبيقات الإليكترونية غير تطبيق (بنكيلي).
كيف لمن هذا مستواه في التقنيات الجديدة أن يستقبل شكاية؟ أحرى دراستها ومعالجتها والبت فيها خلال عشرة (10) أيام.
معالي الوزير الأول، تأكد أن أغلب المديرين لن يتكيف مع “عين ولد اجاي” وأنهم يقولون إن ” هذو اغريسات فيسبوك لاهو إجَنو ذا الخلق بذو التطبيقات”.
طبعاً فيسبوك يطلقونها على كل ما له علاقة بالأنترنت، و”اغريسات فيسبوك” يطلقونها على الوزراء الشباب، من أمثال وزير التحول الرقمي وعصرنة الإدارة أحمد سالم ولد بده وسلفه المهندس محمد عبد الله ولد لولي، وحتى على وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقة مع البرلمان، الزميل سابقا، الحسين ولد مدو..
معالي الوزير الأول إن التحديث يجب أن يبدأ بالإدارة نفسها، إذ لا فرق بين تطبيق “عين” لدى أغلب المديرين، وقيادة المركبات الفضائية..
صدّقني.. إن اختبارا بسيطاً لبعض المديرين على جهاز الكومبيوتر سيكشف لك الفارق الزمني بين “عينك الطويلة” والعديد من الإدارات المهمة والحساسة والضرورية في خدمة المواطنين..
تصور أن مديرا كبيرا لا يعلم أنه يمكن أن يعرف من هاتفه (اليوم كم في الشهر)، وأن أحسنهم يستدعي من يدله على طريقة فتح ملف (وورد) في كومبيوتر مكتبه..
معالي الوزير الأول، اعتبروا هذه الرسالة تظلماً، كان بودي أن ابعث لكم به عبر منصة “عين” لكن خشيتُ من عدم وصوله لكم، فبعثت به عبر الزملاء في السلطة الموازية…