آراء

رجال ولد الغزواني (الجزء الاول)

بقلم الكاتب الصحفي: سيد محمد الإمام

لم يحدث ان طرحت لمرشح (النظام) فرضية خسارة الانتخابات الرئاسية ابدا ، لان بدايات الديمقراطية في البلد كرست لدى الناس حقيقة راسخة مفادھا ان الإنتخابات الرئاسية ھي “مجموعة الأنشطة المؤدية الي انتخابه “، واليوم اصبح من الواضح ان حسمه لسباق الإنتخابات حتمي حتي دون اي نوع من انواع التزوير و دون حملة مكلفة ماديا .

ھذا الحالة الإستثنائية ليست نعمة لأن المترتب عليھا ھو واقع اكثر تعقيدا يجعل من يحيطون بالرئيس في وضعية سيزيفية من ممارسة الفعل الإنتخابي بدل ان تكون الإنتخابات حالة موسمية كل نصف عقد من الزمن ، فإيمان الجميع ان الرئيس ھو من سيصبح رئيسا خلق تسونامي من (الأنصار) على الموالات يتطلب حذاقة منقطعة النظير في صناعة (اللوك الديمقراطي) عبر فرملة كل ھذا الولاء والاخلاص وابعاد كمية منه الي الجانب الآخر المعارض بل ان نسبة النجاح : 52% ، اصبحت ھدفا استراتيجيا لأنھا الأكثر تلاءما مع المقابل المتاح من عناصر الإحتواء (مناصب وصفقات ..الخ) لدى الفائز .

يجب ان تكون ھذه الوضعية مقلقة للناخب الموريتاني لأنھا محفزة على الصراع داخل الفريق الحكومي بحجة ھذه الفرملة الموضوعية والمطلوبة بإتفاق الجميع للتحكم في ھوية من سيعبرون الي شواطئ الرئيس ومن سيبقون في جزيرة المعارضين .

اذن لا يشكل الخصوم خارج القلعة اي خطر فقط يجب ترتيب الأمور داخلھا بأقل زحمة ممكنة ، وعلى ھذا الاساس سنسلط الضوء على ثلاث عينات من رجال المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني من وزراء الدائرة الذھبية والمخاطر التي تتربص بھم وبالتالي بالناخب الذي ينتظر تحسن الأمور بواسطتھم .
العينة الاولى : وزراء اخترقوا التصنيف الذھبي عبر تصدرھم لأحلاف تقليدية وبأساليب تقليدية لكنھم على درجة عالية من الثقافة والذكاء وبمستويات اكاديمية وابرزھم وزير الإسكان الحالي سيد احمد ولد محمد .

لقد صنع الوزير سيد احمد لنفسه و بعصامية نمط خاص وفق ايقاع معقد افسد رقص حيات لوبيات كل القطاعات التي استوزره الرئيس عليھا .

اعتقد انه يتعامل مع المفسدين كما يتعامل مع الآفات البيئية كالجراد والفئران والحشرات بصفته خبير بيئي ، فخططه الإصلاحية في معظمھا تشبه الفخاخ وقد اثبتت نجاعتھا في وزارتي المياه والتجارة وقد كان ينزلق على خطوط التماس مع بارونات الفساد في بداية المؤمورية دون ان يمنحھم الفرصة لفھم ما يحدث لھم وبالتالي الرد عليه مما سيزيد من الأعباء على الرئيس الجديد الذي يواجه حينها سيل من مصائب تركة سلفه وفي ظروف دولية عويصة ، و قد اكسبته جولاته في وزارة التجارة وكذا المياه تعاطفا شعبيا واسعا منحه حيزا معتبرا للمناورة بعيدا عن الأحلاف الجھوية والقبلية و حتى الحزبية ، مما وھبه وزنا اثقل داخالھا و حرية اكثر من ضغطھا ، ويعتبر البعض ان نقله بين الوزارتين كان ضمن خطة ولد الغزواني الناعمة لإستئصال الفساد ونزع الالغام المزروعة في كل مكان من حوله على إمتداد مؤموريته الأولى .

والآن وبثقة اكبر وبنفس الأساليب المدروسة والمتقنة يحقق تقدما مضطردا في وزارة الإسكان الموبوءة بشكل افظع بآفات الفساد المدمرة ويبدو ان اساليبه مدعومة ھذه المرة دون (إكراھات) من طرف الرئيس ، ومن الجلي ان تأكيد الرئيس غزوني على نيته ضرب الفساد بيد من حديد خلال المؤمورية القادمة اشارة مطمئنة لعينة الوزير سيد احمد ولد محمد من مقارعي اخطبوط الفساد ، وضوء اخضر لھم لزيادة الضغط على اساطينه تمھيدا لإقتلاعھم بشكل نھائي .

لكن الأمور ليست بتلك السھولة التي نتصورھا حتي ولو بدعم كامل من الرئيس فالفساد خبيث واھله لا يتورعون عن شئ والمخاطر جدية ومن اھم المخاطر التي تتھدد الوزير سيداحمد ھي الحملة الإعلامية المركزة الممولة من طرف خصومه (الأشباح ) والتي تنبش دون كلل في ملفاته وتضع له الشراك في مجالات عمل الوزارة وفي منطقته الجغرافية وفي الحزب وھذه اللوبيات ليست هينة لأن افرادھا يتكؤون على ثروات طائلة راكموھا طيلة سيطرتھم على اسواق العقار والصفقات المشبوھة ولن يستسلموا بسھولة امام اي وزير ولا رئيس يستھدف مصادر ثرائھم .
ومن جھة اخرى لدى ھذا الوزير نقاط قوة اھمھا عدم لجوءه حتى الآن لإستخدام مخزونه الإستراتيجي الذي يخول له القدرة على المناورة وفق الجھة والقبيلة والشريحة والأيدلوجيا وأكتفاءه بالإستماتة في اثبات جدارته لرئيسه الذي مازال يؤمن به ويثق بقدراته.

العينة الثانية : وھم الوزراء الذين فرضوا انفسھم كموظفين (خارقين) لا منة لأحد عليھم ، تم توزيرھم لقدرتھم الإستثنائية على ترجمة ما في ذھن الرئيس مباشرة الي الواقع وتفكيك اي مشكلة من اي نوع يضعھا بين ايديھم لحلھا ، لا يحابون حلفا ولاجھة ولاحزب في سبيل تنفيذ رغبات الرئيس مما اكسبھم مع الوقت حمايته وثقته ومع الوقت كونوا درعھم الخاص بعناية وبنفس القدرات العقلية الجبارة التي يمتلكونھا ، من ھؤلاء الوزير مدير الديوان المختار ولد انجاي الذي يحوز على ثقة خصومه وانصاره على السواء ، بمعنى ان الجميع يتفقون على موهبته العالية في المجالين السياسي والأقتصادي و الحقيقة ان لا خيار آخر امامھم غير الاعتراف بتميزه خصوصا بعد خروجه من وحل العشرية دون خدش واحد ، ومن المؤكد ان وعي الرئيس غزواني وذكاءه جعلاه يرشح كفة (التوظيف بدل التحييد) فيما يخصه وھكذا حصل على رجل سياسي يعرف جيدا خبايا نفوس المورتانيين يقود حلف يطيعه طاعة عمياء ظل صامدا معه حتى وھو مھدد بالتورط مع النظام السابق وفي نفس الوقت لا تتھدده مخاطر تذكر من اشباح العوالم المظلمة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى