لن أتحدث كثيرا عن الرئيس المصطفى ولد محمد السالك في ذكرى رحيله رحمه الله، لا طمعا في ذهب كهنة الصمت الأفروفرنسي الذي سرق اصوات الزغاريد القادمة من اعماق موريتانيا الجريحة يوم احياها ( ومن احياها فكأن ما احيا الناس جميعا ) ، خدمة لحلفاء الأمس واليوم والغد ، ولاخوفا من رعاة الثقافة و المناصب والمصالح حفدة اوليغارشية ما قبل التأسيس ، ولكن رغبة في أن اختصر في عجالة أهم ما خسرناه حين نجحت فرنسا (الأمس) في كتم أول نية صادقة لبناء دولة عربية افريقية على أسس ديموقراطية .
قليلة هي الإنقلابات التي تمت بدون أذن فرنسا ، هذه حقيقة جيدة لننطلق منها ، لأن انقلاب العقيد المصطفي ولد محمد السالك كان واحد من هذه الانقلابات ربما الرجل فاجأ الجميع ، فرنسا والمغرب والجزائر وعندما سكن الجميع في انتظار مرور عاصفته اكتشفوا أنه يريد بالضبط ما لا يريدونه جميعا إنه الرجل الوحيد في البلاط الذي قال لا للقيصر ، الرجل الوحيد الذي غافل صانع الملوك .
لا احد كان سيقبل حينها بموريتانيا تملك قرارها ، معافاة اقتصاديا و ديمقراطيا لذلك سرعان ما استعاد الكهنة قبيلهم وبدأت فرنسا تحريك كل شئ، يقع الحبل المربوط به في يدها ، وكذلك المغرب والجزائر والاتحاد السوفيتي وليبيا ، كانت أسوء رقصة دمى عرفتها موريتانيا وستصبح سببا في تشكل كائن عجيب لانمطي وغير خاضع لمنطق وتلك قصة أخرى.
رحم الله المصطفى ولد محمد السالك فقد أراد وصمم على ما لايريده أقوياء المنطقة بجمع ممن يريدون ما يريده أقوياء المنطقة فخسرنا بحق حوارا وطنيا لو حصل بين نخب (ذلك الزمن ) لكانت موريتانيا اليوم غير مانرى ونسمع وفيها لمن خاف القلى متعزل.