أخبار وطنية

وزير العدل السابق: خلصنا إلى أن حصانة رئيس الجمهورية مطلقة دستوريا

السلطة الموازية- قال وزير العدل السابق حيمود ولد رمظان إن الخلاصات التي توصل إليها فريقه بعد دراسة تقرير لجنة التحقيقالبرلمانية، تكمن في أن حصانة رئيس الجمهورية مطلقة بموجب الدستور.

وأضاف ولد رمظان في شهادته أمام المحكمة الجنائية المختصة في قضايا الفساد اليوم الثلاثاء، أنه استدعى فريقهوتدارسوا التقرير المحال من البرلمان في اجتماعات متواصلة دامت ثلاثة أيام. 

وأشار وزير العدل السابق إلى أن فريق الوزارة توصل إلى أن التقرير تمت صياغته بطريقة اتهامية من جهة واحدة ورأيواحد، وخلا من تكييفات وضحة للتهم.

كما أشار إلى أن جميع أعضاء الفريق كانوا يتساءلون: لماذا تم إرسال هذا التقرير لوزير العدل فالبرلمان مختص في جرائممعينة، ومبدأ فصل السلطات يمنع أمر السلطة التشريعية للسلطة القضائية، والعلاقة بين الحكومة والبرلمان يجب أن تتمعبر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وهو ما لم يحصل.

نص شهادة وزير العدل السابق حيمود ولد رمظان أمام المحكمة:

ـ الاسم: حيمود ولد رمظان، مولود سنة 1963 في أكجوجت، أستاذ جامعي ومحام واستشاري 

رئيس المحكمة: هل لك علاقة مصاهرة أو تخادم مع الرئيس السابق؟

ـ لا

ــــــــــ

رئيس المحكمة يطلب تأدية اليمين، والوزير السابق يتلو نص اليمين

ــــــــــ

رئيس المحكمة: أنت الآن أمام المحكمة لتشهد، وأنت رجل قانون وتعرف قيمة الشهادة وقيمة الحق خصوصا بعد أداءالقسم

ـ لقد كنت وزير العدل في حكومة الوزير إسماعيل ولد الشيخ سيديا، ووصلني ملف التحقيق البرلماني قبيل اجتماعاعتيادي لمجلس الوزراء، فطلبت من الكاتب أن يحتفظ بالملف حتى أعود من اجتماع المجلس.

وعندما عدت استدعيت طاقمي وهي منهجيتي في العمل، استدعيت ديوان الوزير: جيع الإدارات المركزية وجميعالمستشارين والمكلفين بالمهام

بدأنا ندرس الملف في قاعة الاجتماعات وكنا حوالي 12 شخصا، 

فكان أحد المستشارين يقرأ علينا الفقرة ثم نتداول ونعلق على ما فيها

استمر هذا النقاش ثلاثة أيام وكانت لدينا الخلاصات التالية:

ـ أن التقرير تمت صياغته بطريقة اتهامية من جهة واحدة ورأي واحد، وكرجل قانون أسمع الفقرة والرأي القانوني فيهاولكن لا أجد الرأي المقابل له حتى نأخذ خلاصة

ـ ليست هناك أسماء ولا تكييفات واضحة، وليس هناك فلان مجرم وتلبس بالجريمة كذا، وهذا كان يتطلب منا جهداواستنساخا

ـ الملاحظة الثالثة: كان هناك سؤال يتردد على ألسنة جميع أفراد الطاقم، وهو لماذا تم إرسال هذا التقرير لوزير العدلفالبرلمان له جرائمه الخاصة ومبدأ فصل السلطات يمنع أمر السلطة التشريعية للسلطة القضائية والعلاقة بين الحكومةوالبرلمان يجب أن تتم عبر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان وهو ما لم يحصل، وبالتالي فهذا إما أن يكون جزء جرائمهغير محددة وجزء آخر جرائمه من اختصاص البرلمان

ومن ثم استحسنت إحالة التقرير للمدعي العام لاتخاذ ما يراه مناسبا 

هذا هو الجزء الأول أو المرحلة الأولى….

المرحلة الثانية: تم إبلاغ الرئيس والوزير الأول بالخلاصات السابقة، وهي أن حصانة رئيس الجمهورية مطلقة، هذابالإضافة إلى الخلاصات السابقة

وقد كنت على اتصال بالسلطات العليا بحكم منصبي، فأنا كوزير العدل ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء كنت علىاتصال بالرئيس والوزير الأول.

وحتى بعد إقالة الحكومة طلب مني رئيس الجمهورية متابعة الملف، وكانت السلطات العليا تشاطرني الرأي في تلكالخلاصة وفي جميع الخلاصات الأخرى التي توصلنا إليها.

أسئلة وكيل الجمهورية:

هل يمكن أن تذكرنا بمقتضيات المادة 31 من قانون الإجراءات الجنائية؟

ـ الوزير السابق: ذكرني بها

ـ الوكيل: هذه المادة تنص على أن وزير العدل يأمر النيابة العامة بفتح التحقيقات (قرأ عليه نص المادة). ثم أضاف: لديمحول سأعطيك نسخة منه وأخرى للأطراف بتاريخ 05 أعسطس 2020 وهو موجه إلى السيد المدعي العام للمحكمةالعليا برأسية وزير العدل، وموضوعه: تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، وتضمن: يطيب لي أن أحيل إليكم طبقا لمقتضياتالمادة 31 من قانون الإجراءات الجنائية تقرير لجنة التحقيق…. والتقرير تضمن الوقائع ويطلب من المدعي العامالمتابعة

وبالتالي هذا أمر صريح ورد إلى النيابة العامة من رأسها وزير العدل 

ـ الوزير السابق: المتابعة لا تتم إلا لأشخاص محددين، والتقرير لا يتضمن أشخاصا محددين! أنا عضو في حكومةوعلاقتي بالرئيس والوزير الأول والقرار الأخير بيد السلطةوهذا هو الإجراء العادي، فالقضاء هو سلطة الاتهام ولايحكم إلا بناء على الأدلةوما قلته هو خلاصات اجتماعاتنا في الديوان، وقد قرأنا الملف ولم نجد تهمة موجهة لأيشخص….

ــــــــــ

(جدل بين الوزير السابق والوكيل حول قانونية هذا الموضوع)

ـــــــــ

الوكيل: المتابعة تؤسس على الوقائع وليس الأشخاص، وأنتم أحلتم وقائع بنص الإحالةفهل كنتم تتوقعون أن هذهالإحالة لن تترتب عليها متابعات لأشخاص؟

الوزير السابق: لا لم أكن أتوقع أن الإحالة ستنجم عنها متابعة أشخاص 

الوكيل: لدي ملاحظة وهي أننا كانت تأتينا أوامر صريحة من وزير العدل، ثم بعد فترة لا أريد الخوض في تفاصيلها،أصبحت الأوامر تأتينا مع عبارة: «مع ما ترونه مناسبا».

ثم مع الوزير ولد رمظان عدنا للمرحلة السابقة، وهي ورود أوامر صريحة بالمتابعة بناء على وقائع وليس بما نراه مناسبا!

أسئلة المحامي محمدن ولد إشدو:

ـ ولد إشدو: ما هي خلاصة الملف الذي أعددته أنت وطاقمك؟

ـ الوزير السابق: كما قلت سابقا اتهامات من طرف واحد….

ـ ولد إشدو: هل تطرقت للمادة 93 من الدستور؟

ـ الوزير السابق: طبعا، هذه المادة كانت مثار الجدل الذي ملأ الساحة حينها، وفعلا كنا نتبادل النقاش حتى مع اللجنةالبرلمانية حول هذا الأمر. وكان واضحا أن المادة 93 توضح أن محاكمة الرئيس السابق من اختصاص البرلمان وبالتاليهم أحالوا إلينا الأمور التي ليست من اختصاص البرلمان..

ولم يكن في الملف الذي أحالت للنيابة العامة ما يوحي بتطبيق الإجراءات ضد الرئيس السابقفرئيس الجمهوريةشخص واحد وعنده صفة واحدة ولا يمكن أن يكون محصنا وفي نفس الوقت غير محصن!

ـ ولد إشدو: هل بحثتم ما توصلتم إليه مع الرئيس؟

ـ الوزير السابق: أنا كنائب لرئيس المجلس الأعلى للقضاء كنت أضع الرئيس في صورة ما أتوصل إليه….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى