آراء

الحمد لله رئيس حزب تواصل مستشار بلدي

المامي جدو

هلل مناصرو حزب تواصل لقيادته الجديدة بوصفها قشة الخلاص التي ستنقذ الحزب بعد وقوف زعاماته التاريخية في المنطقة الرمادية كالحرباوي و شهيد مرمرة وآخرين، هذا الحلم تحول إلى كابوس في الاقتراع الأخير الذي ظهر فيه الحزب مترهلا ومهزوز الخطاب، وبدا أن قيادته تسير نحو شقاوة الطفولة ونزق المراهقة السياسية.

الحمد لله “امادي طلع” جملة قالها أحد البسطاء المغرر بهم من قبل قيادة حزب تواصل بعد أن علم بأن الحزب وضع رئيسه في لائحة البلدية بعرفات حتى يحصل لاحقا على زعامة المعارضة بوصفه منتخبا، فأي زعيم هذا؟  في ظل خسارة مدوية للحزب في مجمل دوائر العاصمة نواكشوط.

حيث شهدت الانتخابات التشريعية والبلدية والجهة احتضار حزب تواصل في أهم معاقله السياسية ويتلعق الأمر بمقاطعة عرفات أكبر مقاطعات البلاد من حيث الكثافة السكانية، والتي كانت قلعة عصية لحزب الإخوان منذ التعددية الديمقراطية ، واستعصت على أحزاب الدولة تباعا من الحزب الجمهوري ومتحوراته حتى اليوم.

لقد انهار حزب تواصل بشكل دراماتيكي يي عرفات حيث لم يتمكن من حفظ ماء وجهه سوى بمستشار بلدي ويتلعق الأمر برئيس الحزب الشيخ حمادي ولد محمد المختار وربما رأس اللائحة ورئيسة نساء الحزب عائشة بونا في نتيجة مخجلة للتيار الذي بدأ يكيل التهم للعرفاتيين بأنهم قبليون .

هذا الإنتصار الباهر كان وراءه تخطيط محكم لحزب الميزان دعمته سياسة منصة وتوجيه حكيم لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، و قاده منسق الحملة الوزير الداه بن سيدي بن اعمر طالب الذي تزعم تيار الأوفياء بالحوض الغربي ونواكشوط، و الذي تمكن بفضل قبوله لدى فئات هامة من الشعب مستظهرا بتعهدات رئيس الجمهورية من نيل ثقة ائمة المساجد والخطباء والوعاظ والفقهاء وشيوخ المحاظر ليس بوصفه يتولى قطاعا وصيا عليهم، وإنما لأنه خرج من تلك المشكاة، وهي الطبقة التي عمل حزب تواصل على ادلجتها وتوظيفها في التعبئة الجماهيرية تحت شعارات دينية، إلا أن  الإنصاف قلب لهم ظهر المجن  هذه المرة، وتمكن من استقطاب هذا التيار الديني الهام والمؤثر وجماهير عرفات العريضة، كما كان للفعاليات الشعبية دور محوري في خلع حزب تواصل من هذه المقاطعة وكافة بلديات العاصمة، وجهتها التي حافظت عليها  السيدة فاطمة بنت عبد المالك من منافسها الشرس جوكر حزب تواصل وسوبرمان الانتخابات الحسن ولد احمد مفخرة الأشواط الثلاثة سابقاً.

فهل يفكر  مجلس شورى الحزب بشكل جدي في إصدار فتاوى تحريم الديمقراطية؟ أو أنها ترف فكري يعم زمن الرخاء الإنتخابي فقط؟.

هذا الحزب خرج من خندق المعارضة منذ الانتخابات الرئاسية ودخل جحر وعكس ما كان يشهره قادة التجمع الوطني من معارضة حنجرية شرسة، خصوصا في البرلمان ومن قبل رئيسه السابق، فإن مساومات في الكواليس كانت تجري بين الحزب والداخلية من خلال ترك صقور تواصل «يكشكشون» في البرلمان وينتقدون ويعارضون، ويقرروا الانسحاب من الجلسات مفسحين المجال أمام الأغلبية الميكانيكية لكي تصوت على القوانين كما تشاء، وهكذا نجحوا في ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة نالوا رضى الداخلية مقابل خضوعهم ومن جهة ثانية نالوا ثقة وإعجاب الشعب المخدوع الذي اعتقد أنهم رجال في الوقت الذي تصرفوا فيه مثل كأوغاد حقيقيين. فالمهم أن تبقى البلاد واقفة وليسقط حزب تواصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى