أخبار وطنية

الرئيس الأسبق لتواصل يعلن عن تأسيس تيار ” من أجل الوطن” سعيا لمواصلة حمل هموم الغالبية من الشعب برؤية جديدة

السلطة الموازية – حدد تيار “من أجل وطن” والذي يقوده الرئيس الأسبق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” محمد جميل منصور الخصائص والأولوياته والأهداف المرحلية في وثيقة تأسيسية أصدرت في ختام الجمعية التأسيسية المنعقدة في نواكشوط.

 

وقال التيار في وثيقته إن لديه ثلاث خصائص “تعطي مجتمعة صورته في أبعادها المختلفة، ويرجو أن يُميّزه في الساحة التزامُه بها وانعكاسها في خطابه وممارسته”.

 

وعدد التيار هذه الخصائص في أنه “تيار وطني: من أجل مصلحة موريتانيا ووحدتها وانسجام ساكنتها وتحقيق المساواة والمواطنة لمختلف مكوناتها تأسس، وبسيادتها واستقلالها وحماية حوزتها الترابية يتشبث، وبمصالحها ودستورها يلتزم، ولنهضتها وتقدمها يعمل ويسعى”.

 

فيما حدد الخاصية الثانية في أنه “تيار اجتماعي يجعل هموم ومطالب الأغلبية الساحقة من شعبنا والتي تعاني الفقر والغبن والتهميش في صلب ومقدم أولوياته”، والثالثة في كونه “تيار ديمقراطي”، مؤكدا أن الديمقراطية تظل “بما توفره من حريات ووصاية للشعب على منتخبيه، وتحدده من آليات رقابة ومحاسبة لهم في مختلف المواعيد الانتخابية خيارا لا محيد عنه، ولا تزهدنا فيه مساوئ التطبيق في عدد من التجارب”.

 

فيما حدد التيار السياسي أولوياته في “الاهتمام الخاص بالحكامة الرشيدة وقضايا التنمية والإصلاح الاقتصادي كفاية في الإنتاج وعدالة في التوزيع”، معتبرا أن “تجاوز القوى السياسية للخطاب العام الذي يكتـفي بتسجيل مواقف أو يجيد حبك الشعارات نحو الخطاب المنزل على الملفات والإشكاليات الرئيسية للدولة أصبح أمرا ملحا”.

 

ووعد التيار السياسي في وثيقته بأن يجتهد “على تطوير قوة اقتراحية موضوعية وواضحة توضح أسئلة الحكامة الرشيدة والمظاهر المناقضة لها والمقتضيات التي تتطلبها تسييرا وإدارة وأساليب، وتقف مع مقترحات تنموية واضحة تشكل مدخلا للتعافي على المستوى المركزي والمستويات الجهوية والمحلية”.

 

كما تعهد بأن يتركز جزء كبير من خطابه وأطروحاته على هذه المجالات حتى يعطي للخطاب السياسي جدية أكثر ويجعله قابلا لأن تنظر الأجيال الصاعدة إليه باحترام وتسترجع بعض الثقة فيه.

 

وعن أهدافه في هذه المرحلة، قال تيار “من أجل وطن”، إنها العمل على تعزيز الوحدة الوطنية، والدفع نحو مزيد من الإصلاحات الديمقراطية، وتبني هموم المواطنين ومتابعة قضاياهم وإشكالاتهم ومظالمهم، ومتابعة الأداء التنفيذي والحكومي وتقديم الملاحظات والتقويمات لهذا الأداء بعيدا عن التهوين أو التهويل، والاهتمام بقضايا المرأة وهموم الشباب.

نص الوثيقة

 بسم الله الرّحمن الرّحيم

 

تيار “من أجل الوطن”

 الوثيقة التأسيسية

شهدت الساحة السياسية الوطنية منذ انطلاق المسلسل الديمقراطي ذات مرة في بداية تسعينيات القرن الماضي كثيرا من العناوين والأطر الحزبية والسياسية، وكان لأغلبها أدوار وإسهامات مرت بحالات الألق والفعالية كما شهدت مواسم الارتباك والأفول..

 

ولأن البلد يحتاج مشروعا وطنيا يتجاوز الاصطفافات الضيقة إيديولوجية كانت أو اجتماعية، ولأن الساحة السياسية – رغم الموجود من القوى الحزبية والأدوار التي تؤديها – تحتاج بعض الجدية والحيوية والتجديد، تداعت مجموعات من أبناء هذا الوطن لإطلاق تيار سياسي وطني يؤسس على مفيد التجارب السياسية في موريتانيا، ويعيش واقع البلاد بخصوصياته ومستجداته وإكراهاته، وينطلق من أن العمل السياسي لا يضره شيء مثل ما تضره الرتابة والجمود، ولا يضعفه شيء مثل ما يضعفه ضعف البدائل ومحدودية الرؤى، ولا يحييه شيء مثل ما يحييه التجديد والتطور وسعة الأفق واتساع المدارك، ويتفاعل مع اهتمامات الأجيال الجديدة، مستحضرا هموم من سبقها في مقاربة تكاملية تأخذ من الجميع ما يحسنه حكمة ورويّة أو تجديدا وفعالية..

 

يتخذ تيار “من أجل الوطن” من الدين الإسلامي الحنيف منطلقا وموجها وفق ما أقره دستور البلاد، يلتزم بقطعياته وثوابته، ويستصحب التراث المحلي من غير قطيعة ولا تقليد.

 

يرى التيار أن لموريتانيا هوية موحدة أساسها الإسلام واللغة العربية لغة رسمية جامعة، واللغات الوطنية الأخرى بولارية وسونِـنكية وولفية مطورة ومدرّسة، في أفق الترسيم الممكن، وضابطها المواطنة والمساواة أمام القانون، ويجتهد في الدفاع عن هذه الهوية وتجسيدها في ألفة بين مختلف الأعراق والمكونات والمجموعات.

 

لتيار “من أجل الوطن” خصائص ثلاث تعطي مجتمعة صورته في أبعادها المختلفة، ويرجو أن يُميّزه في الساحة التزامُه بها وانعكاسها في خطابه وممارسته..

1. تيار وطني: من أجل مصلحة موريتانيا ووحدتها وانسجام ساكنتها وتحقيق المساواة والمواطنة لمختلف مكوناتها تأسس، وبسيادتها واستقلالها وحماية حوزتها الترابية يتشبث، وبمصالحها ودستورها يلتزم، ولنهضتها وتقدمها يعمل ويسعى، حدوده حدود الوطن، وإطاره مفتوح لكل أبناء الوطن، لا تأسره مدرسة فكرية معينة، ولا يحُدّه عرق أو فئة أو جهة، ومع أن الوطنية صفة لقوى كثيرة وعنوان لا يزهد فيه أي طرف في المشهد السياسي، فإننا في تيار “من أجل الوطن” نسعى إلى أن نحولها إلى أساس وموجه يحكم رؤانا وتنضبط به برامجنا، ونستحضره عند كل محطة في أدائنا السياسي.

 

ودون شك فإن منطلق الوطنية يتجسد في مقاربة صارمة لحماية الوحدة الوطنية والدفاع عنها ورفع المظالم التي نالت طرفا أو أطرافا في بلادنا، سياسية كانت أو اجتماعية، تاريخية كانت أو معاصرة، وجبرها بالعدل والمساواة.. إن وجود موريتانيا بلا عنصرية تفرق أبناءها وبلا عبودية أو آثارها، وبلا فئوية أو شرائحية يعيش أصحابها في الماضي ولا يدركون مقتضى المواطنة التي لا يتفاضل فيها الناس إلا بقدر ما يقدمون للناس وينفعون به الوطن، هدف عزيز نعمل على تحقيقه وتجسيده.

 

وفي هذا السياق ننضم إلى الداعين إلى تسوية الإرث الإنساني على نحو يحقق العدل لكل الضحايا ويجبر هذه المظلمة المؤلمة، ولا يضر انسجام وتماسك الموريتانيين، كما ندعم التطور القانوني والاجتماعي الحاصل في محاربة الاسترقاق ومخلفاته، وندعو إلى المزيد، حتى نحرر بلادنا من هذه السوأة وكافة مخلفاتها، ولن يكون ذلك إلا بإصلاحات جريئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتربويا، تقضي على الغبن والتهميش والتجهيل.

 

2. تيار اجتماعي: يجعل هموم ومطالب الأغلبية الساحقة من شعبنا والتي تعاني الفقر والغبن والتهميش في صلب ومقدم أولوياته.

 

يسعى تيار “من أجل الوطن” إلى بناء دولة العدل التي يجد فيها جميع المواطنين حقوقهم وكفافهم، ويعمل لذلك بمنهج إصلاحي يؤمن بالتدرج والممكن ويرضى بالتراكم في الخطوات الإصلاحية، كل ذلك من أجل التغيير نحو الأفضل، ينأى عن الإثارة والتهويل، كما يتجنب التبرير والتهوين.

 

يرى أن مصالح المواطنين والخدمات الرئيسية كالتعليم الذي يستحق تركيزا خاصا إصلاحا وتمويلا، والصحة تستلزم حضور الدولة وتدخلها ضمانا للعدالة الاجتماعية الشاملة وتيسيرا لولوج عامة الناس لهذه الخدمات وتلك المصالح.

 

إن معاناة موريتانيا طيلة تاريخها كانت شديدة مع الفساد بأوجهه الأخلاقية والإدارية والمالية والسياسية، وإن تيارا يصف نفسه بالاجتماعي ويتخذ من الإصلاح منهجية لحريٌّ به اتخاذه هدفا، ومن هنا فإن المساعدة في محاربة الفساد وتوسيع دائرة الإصلاحات واستحضار مفهومي الرقابة والمحاسبة في هذا الإطار تظل من اهتماماتنا الكبرى، مقدرين ما يتحقق على طريق هذا الإصلاح وساعين بالنصح والاقتراح والبيان إلى تعزيزه وتضييق دوائر الفساد ومحاربتها حتى تنعم بلادنا بخيراتها، ويحس المواطن بأثر الإصلاح على حياته في مختلف جوانبها.

 

3. تيار ديمقراطي: تظل الديمقراطية – بما توفره من حريات ووصاية للشعب على منتخبيه، وتحدده من آليات رقابة ومحاسبة لهم في مختلف المواعيد الانتخابية – خيارا لا محيد عنه، ولا تزهدنا فيه مساوئ التطبيق في عدد من التجارب، ولا تعايش التجارب الديمقراطية مع ممارسات الفساد أو حالات التسيب والفوضى، فالديمقراطية كما نفهمها إطار لإصلاح الحياة السياسية وتجسيد مبادئ الحرية والمساواة فيها، ومن شروط نجاحها التكامل مع بُعدي التنمية والاستقرار، فالديمقراطية دون الإصلاح والرفع من أحوال الناس المعيشية والاقتصادية معرضة للرفض والتحفظ، والديمقراطية دون استقرار يحميها وأمن تمارس في رحابه تتحول إلى فوضى واضطرابات تنمو فيها الدعوات الضيقة والانتماءات الغريبة على الدولة ومنطقها..

 

إننا نسعى إلى موريتانيا يتعانق فيها ألق الديمقراطية مع استحقاق التنمية وعافية الأمن والاستقرار.

 

أولوية نركز عليها:

يهتم تيار “من أجل الوطن” اهتماما خاصا بالحكامة الرشيدة وقضايا التنمية والإصلاح الاقتصادي كفاية في الإنتاج وعدالة في التوزيع.

 

إن تجاوز القوى السياسية للخطاب العام الذي يكتـفي بتسجيل مواقف أو يجيد حبك الشعارات نحو الخطاب المنزل على الملفات والإشكاليات الرئيسية للدولة أصبح أمرا ملحا، سنجتهد في تيار “من أجل الوطن” على تطوير قوة اقتراحية موضوعية وواضحة توضح أسئلة الحكامة الرشيدة والمظاهر المناقضة لها والمقتضيات التي تتطلبها تسييرا وإدارة وأساليب، وتقف مع مقترحات تنموية واضحة تشكل مدخلا للتعافي على المستوى المركزي والمستويات الجهوية والمحلية، آخذين في الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية والبيئية لكل منطقة من البلاد، وتفتح الآفاق أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي من شأنها أن ترفع من مستوى القطاع الأوسع من الفئة النشطة، وترافق التطور الاقتصادي للبلاد في قطاعاته المختلفة وآفاقه المتوقعة، فالاقتصاد هو مقياس وضع الدولة واتجاه مسارها، ويحتاج إلى مقاربات لا يأسرها ما تعوده الجهاز البيروقراطي للدولة، ولا تحلق بها الأهداف العائمة وغير القابلة للتطبيق..

 

إن جزءاً كبيرا من خطاب وأطروحات تيار “من أجل الوطن” سيتركز على هذه المجالات حتى نعطي للخطاب السياسي جدية أكثر ونجعله قابلا لأن تنظر الأجيال الصاعدة إليه باحترام وتسترجع بعض الثقة فيه.

 

أهداف المرحلة:

إن لتيار “من أجل الوطن” أهدافا كثيرة يمكن استخراجها من منطلقه وخصائصه وأولوية تركيزه، ولكنه يحدد لهذه المرحلة من انطلاقته نقاطا خمسا تستحق الإبراز في أفق الوضع السياسي الحالي والمتوقع.

 

الأولى: العمل على تعزيز الوحدة الوطنية على قواعد المواطنة والعدل والمساواة، وتشجيع المشتركات بين أبناء الشعب الموريتاني بكافة مكوناته وفئاته وجهاته، والوقوف أمام كل دعاية تكرس العنصرية أو الاسترقاق أو التعالي الفئوي.

 

الثانية: الدفع نحو مزيد من الإصلاحات الديمقراطية سواء تعلقت بحرية التعبير والتجمع أو طالت المدونة الانتخابية وطورتها، أو أسهمت في تعزيز قيم التداول والرقابة والشفافية.

 

الثالثة: تبني هموم المواطنين ومتابعة قضاياهم وإشكالاتهم ومظالمهم على نحو يسهم في حلها أو التخفيف منها، والتواصل مع مختلف المناطق والجهات اطلاعا على الأحوال وطرحا للمشاكل ومشاركة في بلورة الرؤى والمقاربات التي تسهم في أحسن الخيارات التنموية والإصلاحية.

 

الرابعة: متابعة الأداء التنفيذي والحكومي وتقديم الملاحظات والتقويمات لهذا الأداء بعيدا عن التهوين أو التهويل، والمساعدة في اكتشاف جوانب القصور وحالات التردي التي تعرفها الإدارة الموريتانية وتشهدها بعض قطاعات الدولة.

 

الخامسة: الاهتمام بقضايا المرأة وهموم الشباب، وإسناد كل السياسات والتوجهات الساعية في مطالب هاتين الفئتين، والقيام بمبادرات تخدم الشباب والنساء حقوقا ودمجا وإشراكا، والعناية بمطالب وإشكالات المجتمع المدني والنقابات والدفع نحو إشراكهم في رسم السياسات والخيارات الوطنية.

 

 ولخدمة هذه الأهداف وتلك المنطلقات سيجتهد تيار “من أجل الوطن” في تقديم رؤى ومقاربات وأوراق في إطار ما نسميه “القوة الاقتراحية للتيار” تطول عديد المسائل والاشكالات الوطنية سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية ودبلوماسية، سعيا لتطوير النقاش العام وعملا لأن تغلب فيه الأفكار والأطروحات وألاّ يظل مقصورا على نقاش المواقف المختصرة والعلاقات السياسية المحدودة وبعض الأمور الشخصية الممجوجة.

 

إن لموريتانيا دوائر انتماء فهي عربية، وهي إفريقية، وهي إسلامية وهي عضو في المجموعة الدولية، وإن سياسة خارجية تخدم مختلف دوائر الانتماء هذه،

 

وتعمل على استثمارها فيما ينفع البلاد والعباد لهي خيار من خيارات تيار “من أجل الوطن”..

 

وفي هذا الإطار نشجع الوقوف مع القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين وننصر شعبها ونقف معه في نيل حريته ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة.

 

ضمن هذه المنطلقات واستحضارا لمجال التركيز، ووقوفا عند أهداف المرحلة ينطلق تيار “من أجل الوطن” راجيا أن يكون إضافة نوعية في ساحة سياسية تحتاج إلى ذلك، وأن يكون سببا لمزيد من الحيوية والتجديد في المشهد العام.

 

يفتح التيار ذراعيه ويرحب بالجميع في داره وينفتح على كل رأي مبارك لوجوده أو منـتـقد له، راجيا من الله العليّ القدير أن يسهم فيما ينفع الوطن والمواطن.

 

                                                               الجمعية التأسيسية

                                                               نواكشوط 27/1/2024

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى