منذ فجر الديمقراطية في موريتانيا وولاية لعصابه تعاني تهميشا وإقصاء لم تشهده ولايات الوطن الأخرى، سواء من ناحية تدخلات الدولة من خلال مشاريعها التنموية أو على مستوى التسهيلات التي تمنح لرجال الأعمال الوطنيين في ربوع البلاد، بل وحتى على مستوى التعيينات في مختلف المناصب السامية.
هذا الواقع تغير مع وصول محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة، حيث تتمتع اليوم بما يزيد على أصابع اليد الواحدة من الحقائب الوزارية، أو مرتبة وزير، إضافة إلى اقل من ذلك بقليل من الأمناء العامين وما يناهزهم من المديرين المركزيين، إضافة إلى جيش من المستشارين والمكلفين بالمهام في مختلف قطاعات الدولة.
والأهم من ذالك بروز رجال اعمال ناجحين من الولاية يفترض فيهم إسناد الثقة والسلطة التي منحت لأبناء ولايتهم، مترجمين ما كانت تتمتع به من التكافل الاجتماعي وطابع العدالة والمساواة ايام(جامبور).
لايستطيع أحد التقليل من قيمة تلك المناصب أو الامتيازات على الولاية، لتوفرها على خزان من الكوادر والأطر المثقفين، لكن بالمقابل ماهو مردود كل ذلك على الولاية والوطن بشكل عام بل ماهو مردوده على النظام الذي أنصفهم.
هل اسثمر رجال الأعمال على ضفاف بحيرة كنكوصه البكر والحبلى والصالحة لجميع انواع المشاريع الزراعية، هل انعشوا ومولوا مزارعي باركيول خاصة سلة الغذاء في آفطوط منطقة “الغبرة” وبقية الأراضي الخصبة الشاسعة.
هل فكرو في اقامة مشاريع سياحية على تلال بومديد أو اعطو أهمية لوديانه المدرارة.
هل استصلحوا واحات النخيل في كرو وانتاكات وانضاوضه وتنشينه والعوجه.
هل أعانوا مزارعي لمسيله وآكمامين وكرله وهامد ولعزيله.
ولنقبل جدلا أن رجال أعمال الولاية ينقصهم بعض الولاء العام والخاص، ماذا قدم لفيف الوزراء الخاص بولاية لعصابة، هل أقام نوادي شبابية لتوعية ساكنة الولاية حول دورها في الانتعاش الاقتصادي ونبذ الكسل، للتغلب على الجهل والفقر والنهوض بالمسؤولية اتجاه الولاية والوطن؟.
هل ساهمو بتوظيف أبناء ولايتهم الأكفاء وحاملي مختلف الشهادات؟.
هل اشركوا فاعلي المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في مشاريع الدولة الموجهة للغرض وكذلك المنظمات الدولية ذات الصلة بقطاعاتهم، والتي ترصد عشرات الملايين من العملة الصعبة سنويا ولاتجد من يستخدمها رغم الحاجة الملحة لها على المستوى الولائي او الوطني حتى.
هل شجعوا الأدباء والكتاب والشعراء والفنانيين على مستوى الولاية لإعانتهم على القيام بدورهم في إبراز ثقافة وخصائص الولاية وساكنتها؟.
هل وحدوا المشارب السياسية خدمة لمن أنصفهم، جواب الاستحقاقات الأخيرة في ذلك صريح ومدوي بالنفي.
إذن ماقيمة كل تلك الحقائب الوزارية والمراكز والامتيازات على الولاية أو الوطن، أم أن من تم اختيارهم لتلك المهام الصعبة لم يوفقوا في انجازها بعد عقود طويلة من الحرمان والتهميش.
شخصيا لم أجد تفسيرا للحالة وأطلب من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بعد شكري الخاص له على انصاف الولاية، مراجعة قائمة من يمثلونها سواء في المناصب الرسمية أو الدوائر الإنتخابية والأعمال التجارية الحرة.